بقي بعد آبائه عليهم الصلاة والسلام، والا صمتا اذنا معاوية وعميتا عيناه ولا نالته شفاعة محمد صلى الله عليه وآله ان لم يكن سمعته منه وهو يقول: من دعا لأخيه في ظهر الغيب ناداه ملك من السماء الدنيا يا عبد الله ولك مأة الف ضعف مما دعوت، وناداه ملك من السماء الثانية يا عبد الله ولك مأتا الف ضعف مما دعوت (1).
وناده ملك من السماء الثالثة يا عبد الله ولك ثلاثمأة ضعف مما دعوت، وناداه ملك من السماء الرابعة يا عبد الله ولك أربعمائة الف ضعف مما دعوت، وناده ملك من السماء الخامسة يا عبد الله ولك خمس مأة الف ضعف مما دعوت وناداه ملك من السماء السادسة يا عبد الله ولك ستمأة الف ضعف مما دعوت، وناداه ملك من السماء السابعة يا عبد الله ولك سبعمأة الف ضعف مما سئلت، ثم يناديه الله تبارك وتعالى انا الغنى الذي لا افتقر يا عبد الله لك الف الف ضعف مما دعوت. فأي الخطرين أكبر يا ابن أخي ما اخترته انا لنفسي أو ما تأمرني به؟
تنبيه وينبغي أن تكون مع دعائك لأخيك محبا له بباطنك ومخلصا له في دعائك متمنيا ان يرزقه الله ما دعوت له بقلبك فإنك إذا كنت كذلك كنت جديرا ان يستجاب لك فيه ويعوضك اضعافه لان حب المؤمن حسنة على انفراده، وإرادة الخير له حسنة أخرى، فيكون دعائك مشتملا على ثلاث حسنات: المحبة، وإرادة الخير، والدعا وأيضا إذا طلبت له شيئا تحبه له بقلبك وتشفعت له فيه بدعائك ا لي أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وهو أكرم واقدر وأولى بنفع عبده منك أجابك بكرمه لا محالة.
وفيما رواه جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى (ويستحب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله) الشورى: 62. قال: هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب فيقول له الملك ولك مثل ما سئلت وقد أعطيت لحبك إياه. ايماء لما ذكرناه (2).