وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن (أحد) دعا للمؤمنين الا رد الله عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة مضى من أول الدهر إلى ما هو آت إلى يوم القيامة، وان العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا رب هذا الذي كان يدعو لنا فيشفعوا فيه فيشفعهم الله فيه فينجو (1).
وروى علي بن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا أحسن من موقفه، فما زال مادا يديه إلى السماء ودموعه يسيل على خديه حتى تبلغ الأرض فلما صدر الناس قلت: يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك فقال: والله ما دعوت الا لإخواني، وذلك أن أبا الحسن عليه السلام اخبرني ان من دعا لأخيه بظهر الغيب تودي من العرش ولك مأة الف ضعف فكرهت ان ادع مأة الف مضمونة لو أحد لا ادرى يستجاب أم لا (2).
روى ابن أبي عمير عن زيد النرسي قال: كنت مع معاوية بن وهب في الموقف وهو يدعو فتفقدت دعائه فما رأيته يدعو لنفسه بحرف، ورأيته يدعو لرجل رجل من الآفاق ويسميهم ويسمى آبائهم حتى أفاض الناس قلت له: يا عم لقد رأيت منك عجبا قال:
وما الذي أعجبك مما رأيت؟ قلت: ايثارك إخوانك على نفسك في مثل هذا الموضع وتفقدك رجلا رجلا، فقال لي: لا تعجب (لا يكون تعجبك) من هذا يا ابن أخي، فانى سمعت مولاي ومولاك ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وكان والله سيد من مضى وسيد من