549 - قال عوانة: بلغ الحسن بن علي أن عمرو بن العاص ينتقص عليا على منبر مصر، فكتب إليه: (من الحسن بن علي إلى عمرو بن العاص، أما بعد، فقد بلغني أنك تقوم على منبر مصر على عتو (1) آل فرعون وزينة آل قارون وسيماء أبي جهل تنتقص عليا، ولعمري لقد أوترت غير قوسك، ورميت غير غرضك، وما أنت إلا كمن يقدح في صفاة (2) في بهيم (3) أسود، فركبت مركبا صعبا، وعلوت عقبة كؤودا، فكنت كالباحث عن المدية لحتفه يا بن جزار قريش، ليس لك سهم في أبيات سؤددها، ولا عائذ بأفنية مجدها، ولا بفالج (4) قداحها (5)، لا أحسبك تحط بما تذكر غير قدرك الحقير ونسبك الدخيل ونفسك الدنيئة الحقيرة التي آثرت الباطل على الحق، وقنعت بالشبع والدني من الحطام الفاني، لقد مقتك الله، فأبشر بسخطه وأليم عذابه وجزاء ما كسبت يداك، وما الله بظلام للعبيد).
ومن المجموع ما هذا لفظه:
550 - قيل: بينا عمر بن عبد العزيز جالس في مجلسه، دخل حاجبه ومعه امرأة أدماء (6) طويلة حسنة الجسم والقامة، ورجلان متعلقان بها، ومعهم كتاب من ميمون بن مهران، إلى عمر، فدفعوا إليه الكتاب، ففضه فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، من ميمون