في الأمصار، لا يتحاشى لذلك بر ولا فاجر، يا حذيفة لا يزال ذلك البلاء على أهل ذلك الزمان حتى إذا أيسوا وقنطوا وأساؤا الظن أن لا يفرج عنهم إذ بعث الله رجلا من أطائب عترتي وأبرار ذريتي عدلا مباركا زكيا لا يغادر مثال ذرة، يعز الله به الدين والقرآن والإسلام وأهله، ويذل به الشرك وأهله، يكون من الله على حذر، لا يغتر بقرابته، لا يضع حجرا على حجر، ولا يقرع أحدا في ولايته بسوط إلا في حد، يمحو الله به البدغ كلها، ويميت به الفتن كلها، يفتح الله به كل باب حق، ويغلق به كل باب باطل، يرد الله به سبي المسلمين حيث كانوا قلت: فسم لنا هذا العبد الذي قد اختاره الله لامتك وذريتك، فقال: (اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لجعل الله مقدار ما يكون فيه جميع ما ذكرت).
الباب 53 فيما نذكره بإسناده عن سلمان:
أن الناس يخرجون من الدين أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا، من كتاب الفتن للسليلي.
385 - قال: حدثنا علي بن العباس البجلي بالكوفة، قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا جعفر الجعفي عن يزيد بن مرة عن سويد بن غفلة، قال: قال سليمان يوم القادسية - وأبصره كثرة الناس -: ترونهم يدخلون في دين الله أفواجا، والذي نفسي بيده ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا.