الباب 24 فيما نذكره من حال عبد الله بن سلام وكعب الأحبار: أنهما من خواص مولانا علي عليه السلام اعلم أنني وجدت من أدركته من المنسوبين إلى العلم من شيعة أهل البيت عليهم السلام يعتقدون أن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار من المخالفين لأهل بيت النبوة، وربما توقفوا عن أخبارهما لاجل هذا الاعتقاد، فرأيت أنني أذكر في هذا الكتاب بعض ما عرفته في تحقيق هذا الباب، وأن عبد الله بن سلام وكعب الأحبار كانا من خواص مولانا علي عليه أفضل السلام.
ولعل بعض ما يذكرونه عنهما من الملاحم التي يحتمل أنها عن مولانا علي عليه السلام ولم يسندوها إليه تقية ويكون عنه صلوات الله عليه.
فمن ذلك ما رأيت في المجلدة الأولى من كتاب (أنباء النحاة) تأليف علي بن يوسف الشيباني إجماع من أشار إليه أن مولانا عليا عليه السلام هو المبتدئ بعلم النحو وشرح ذلك.
ثم ذكر عبد الله بن سلام، فقال: لما ولي علي الخلافة بعد عثمان أراد الانحدار إلى العراق، قال له عبد الله بن سلام: أقم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أراه يحرزك، ولا تنحدر إلى العراق، فإنك إن انحدرت لم ترجع، فهم به ناس من أصحاب علي، قال: (دعوه إنه منا أهل البيت) فانحدر إلى العراق، فكان من أمره ما كان، فلما قتل قال عبد الله بن سلام: هذه (1) رأس الأربعين، وسيكون صلح، وما قتلت أمة نبيها إلا قتل الله منهم سبعين ألفا، ولا قتلوا خليفة - أو قال: خليفتهم - إلا قتل الله به منهم خمسا وثلاثين ألفا (2).