وروي انه اعترف عنده رجل محصن انه قد زنى مرة بعد مرة وهو يتجاهل حتى اعترف الرابعة فأمر بحبسه ثم نادى في الناس ثم أخرجه بالغلس ثم حفر له حفيرة ووضعه فيها ثم نادى: أيها الناس ان هذا حقوق الله لا يطلبها من كان عليه مثله، فانصرفوا ما خلا علي بن أبي طالب وابنيه فرجمه ثم صلى عليه، وفي التهذيب ان محمد ابن الحنفية كان ممن رجع، وعلي بن أبي طالب كان ممن وصفه الله تعالى في قوله:
(واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) ثم قال (ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) فنظرنا في أمر الظالم فإذا الأمة قد فسروه انه عابد الأصنام وان من عبدها فقد لزمه الذل وقد نفى الله أن يكون الظالم خليفة بقوله (لا ينال عهدي الظالمين)، قال الصاحب بن عباد وما عبد الأصنام والقوم سجد * لها وهو في اثر النبي محمد وقال الحميري:
لم يتخذ وثنا ربا كما اتخذوا * ولا أجال لهم في مشهد زلما صلى ووحد إذ كانت صلاتهم * للات تجعل والعزى وما احتلما وقال ديك الجن:
شرفي محبة معشر * شرفوا بسورة هل أتى وولاي من في فتكه * سماه ذو العرش الفتى لم يعبد الأصنام قط * ولا ألام ولا عتا ثبتت إذا قدم سواه * إلى المهاوي زلتا ثقل الهدى وكتابه * بعد النبي تشتتا وا حسرتا من ذلهم * وخضوعهم وا حسرتا طالت حياة عدوهم * حتى متى والى متى؟
ثم إنه لم يشرب الخمر قط ولم يأكل ما ذبح على النصب وغير ذلك من الفسوق وقريش ملوثون بها، وكذلك يقول القصاص أبو فلان وفلان والظاهر علي.
تفسير القطان عمرو بن حمران عن سعيد عن قتادة عن الحسن البصري قال اجتمع عثمان بن مظعون وأبو طلحة وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل وسهيل بن بيضاء وأبو دجانة في منزل سعد بن أبي وقاص فأكلوا شيئا ثم قدم إليهم شيئا من الفضيخ فقام علي فخرج من بينهم فقال عثمان في ذلك فقال علي: لعن الله الخمر والله لا اشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من رآني وازوج كريمتي من لا أريد وخرج من بينهم فأتى المسجد وهبط جبرئيل بهذه الآية (يا أيها الذين آمنوا) يعني هؤلاء الذين اجتمعوا