فلما قرأ معاوية الكتاب قال: مزقه يا غلام لا يقرأه أهل الشام فيميلون معه نحو ابن أبي طالب. وتذاكروا الفخر عند عمر فأنشأ عليه السلام:
الله أكرمنا بنصر نبيه * وبنا أقام دعائم الاسلام وبنا أعز نبيه وكتابه * وأعزنا بالنصر والاقدام وبكل معترك تطير سيوفنا * منه الجماجم عن فراخ الهام ويزورنا جبريل في أبياتنا * بفرايض الاسلام والأحكام فتكون أول مستحل حله * ومحرم لله كل حرام نحن الخيار من البرية كلها * ونظامها وزمام كل زمام وقال خطيب خوارزم:
هل فيهم من له زوج كفاطمة * قل لا وان مات غيظا كل ذي إحن هل فيهم من له عم يؤازره * كمثل حمزة في أعمام ذي الزمن هل فيهم من له صنو يكانفه * كجعفر ذي المعالي الباسق الفطن وليس في العقل والشرع تبعيد القريب وتقريب البعيد إلا للكفر وللفسق.
وقال غيره:
أخذتم عن القربى خلافة احمد * وصيرتموها بعده في الأجانب وأين على التحقيق تيم بن مرة * لو اخترتم الانصاف من آل طالب وقال غيره:
وقد متم تيما برأيكم * ولها شم الابرام والنقض اكأهله الأصحاب عندكم * فإذا النوافل مثلها الفرض فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته خطب أبو طالب في نكاح فاطمة بنت أسد: الحمد لله رب العالمين رب العرش العظيم والمقام الكريم والمشعر والحطيم الذي اصطفانا اعلاما وسدنة وعرفاء وخلصاء وحجيته بهاليل أطهار من الخنا والريب والأذى والعيب وأقام لنا المشاعر وفضلنا على العشاير نخب آل إبراهيم وصفوته وزرع إسماعيل، في كلام له ثم قال: وقد تزوجت بنت أسد وسقت المهر ونفذت الامر فاسألوه واشهدوا، فقال أسد: زوجناك ورضينا بك، ثم أطعم الناس فقال أمية بن الصلت:
اغمرنا عرس أبي طالب * وكان عرسا لبن الحالب