(١) قوله - لعاب الأفاعي - الخ اللعاب ما يسيل من الفم - والقاتلات - صفة كاشفة للأفاعي ذكرها تهويلا - والأري - بفتح الهمز ة وسكون الراء ما لزق من العسل في جوف الخلية - والجني - بفتح الجيم والقصر العسل والإضافة للتخصيص فان الأرى يأتي أيضا بمعنى ما لزق بأسفل القدر من الطبيخ وان جعلت الأرى بمعنى العسل والجني بمعني كل ما يجتني من ثمرة ونحوها يلزم إضافة الموصوف إلى الصفة - واشتارته - استخرجته يقال شار فلان العسل شورا وشيارا وشيارا وشيارة إذا استخرجه وكذلك أشاره واشتاره - وأيد - جمع يد - والعواسل - جمع عاسله أي مستخرجة العسل والعاسل مستخرج العسل من موضعه والمصراع الأول بالنسبة إلى الأعداء والثاني بالنسبة إلى الأولياء.. يعنى ان لعاب قلمه بالنسبة إلي الأعداء سم قاتل وبالنسبة إلى الأولياء شفاء عاجل.. فقوله لعاب مبتدأ مؤخر ولعاب الأفاعي خبر مقدم وأرى معطوف على الخبر وجاز هذا مع تعريف الطرفين لأن المعني دال عليه لان اللعاب القاتل إنما هو لعاب الأفاعي فلعاب القلم مشبه به في التأثير وعلم من هذا انه ليس من التشبيه المقلوب فان لعاب القلم قد شبه بشيئين وهو السم والعسل باعتبارين وان جعلته من التشبيه المقلوب كان من عطف الجمل والخبر في المعطوف محذوف وفيه تكلف اه من شرح الشواهد الكبرى.. فقوله السابق وان جعلت الأرى بمعني العسل والجني بمعنى كل ما يجتني من ثمرة ونحوها يلزم إضافة الموصوف إلى الصفة.. قلت إن لزم ذلك فلا محذور فيه فان ابن مالك نص في التسهيل على جواز إضافة الصفة إلى الموصوف والموصوف إلى قائم مقام الوصف وعلى كل حال فهي مسألة خلافية فذهب البصريون إلي منع ذلك مطلقا وتأولوا ما ورد منه وذهب الكوفيون إلي الجواز إذا اختلف اللفظان من غير تأويل محتجين بنحو تعالى (حق اليقين. ولدار الآخرة. بجانب الغربي) وغير ذلك