ويقال إن أحسن ما وصف به المسواك قول أبى حية لقد طال ما أعييت راحلة الصبا * وعللت شيطان الغوى المشوق وداويت قرح القلب منهن بالمنا * باللحظ لو يبذلنه المتسرق وساقينني كأس الهوى وسقيتها * رقاق الثنايا عذبة المتريق وخمصانة تفتر عن متنضد * كنور الأقاحي طيب المتذوق ويروي عن متنسق يعنى ثغرا على نسق واحد لا اختلاف فيه إذا مضغت بعد امتتاع من الضحى * أنابيب من عودا لأراك المخلق سقت شعث المسواك ماء غمامة * فضيضا بخرطوم المدام المروق - الامتتاع - الارتفاع يقال متع النهار وأمتع إذا طال - والمخلق - الذي علق به الخلوق والطيب من يدها.. وقال بعضهم عنى بالمخلق المملس - والفضيض - الذي سال من الغمامة أي كماء فض - والخرطوم - سلاف الخمر وهو أول ما يخرج من غير عصر ولا دوس وإن ذقت فاها بعد ما سقط الندى بعطفي بخنداة رداح المنطق - البخندة - الضخمة - والرداح - العظيمة الأرداف شممت العرار الطل غب هميمة * ونور الخزامي في الندى المترقرق - العرار - بهار البر - والطل - الغض الطري - والهميمة - مطر لين.. وأخبرنا المرزباني قال حدثني علي بن هارون بن علي قال سمعت أبي وقد ذكر قول أبي حية نظرت كأني من وراء زجاجة * إلى الدار من فرط الصبابة أنظر بعينين طورا يغرقان من البكا * فأعشى وطورا يحسران فأبصر فقال لو اعترضني ملك تجب طاعته ويلزم الانقياد لأمره فقال أي شعر أجود وأولى بايستحسن ولم يفسح لي في أن أميز المدح من الفخر والهجاء من التشبيب وسائر أصناف الشعر ومذاهب الشعراء فيه لما عدلت عن هذين البيتين.. ويقال ان أبا أحمد عبيد
(١٠٣)