إذ الأيام مقبلة علينا * وظل أراكة الدنيا ظليل وأنشد المبرد قال أنشدنا أبو عثمان المازني لأبي حية زمان الصبا ليت أيامنا * رجعن لنا الصالحات القصارا زمان على غراب غداف * فطيره الدهر عنى فطارا فلا يبعد الله ذاك الغراب * وإن هو لم يبق إلا أدكارا كأن الشباب ولذاته * وريق الصبا كان ثوبا معارا وهازئة أن رأت لمتى * تلفع شيب بها فاستدارا وقلدني منه بعد الخطام * عذارا فما أستطيع اعتذارا أجارتنا إن ريب الزمان * قبلي نال الرجال الخيارا فإما تري لمتى هكذا * فأسرعت فيها لشيبي النفارا فقد ارتدى وحفة طلة * وقد أبرز والفتيات الخفارا أما قوله - على غراب غداف - فأراد به الشباب والشعر الأسود.. ويشبه أن يكون مأخوذا من قول الأعشى وما طلابك شيئا لست تدركه * إن كان عنك غراب الجهل قد وقعا ولأبي حية من قصيدة أولها ألا يا اسلمي أطلال خنسا وأنعمي * وخنساء مخماص الوشاحين مشيها إلى الدوح أقتار خطى المتجشم (1)
(١٠٠)