الله ولكنها لوحظت هنا معنى إسميا لا فعلا أو حرفا.
(187) قوله (ومنه سميت العصم وهي وعول الجبال لامتناعها بها) أقول: الوعول يعتصم بالجبال فهي معتصمة والجبال عاصمة لها، وعليه فلو أطلقت العصمة على الجبال لكان إطلاقا لها على معناها الحقيقي وهو (ما يعتصم به) وأما إطلاقها على الوعول المعتصمة فهو إطلاق لها على عكس معناها من باب القلب كما هو شايع في لغة العرب.
(188) قوله (وحبل الله هو دينه) مقتضى الروايات المتواترة والإجماع المدعى في كلام كثير أن حبل الله هو الإمام المعصوم دون غيره، ويدل عليه العقل القطعي أيضا لأن الأمة بجميع فرقها مجمعة على قبول الدين والقرآن والرسول (ص) ومع ذلك مختلفون أشد الاختلاف في أن الدين ما هو، ثم إنهم بعد اتفاقهم على القرآن مختلفون في أن القرآن هل تفسيره ما يقوله هذه الفرقة أو غيرها فكل فرقة تفسر على طبق عقيدتها ويجعله سندا لها فمضافا إلى أن القرآن لم يرفع النزاع صار من أكبر أسباب النزاع والاختلاف، فلم يبق إلا تفسير حبل الله بالإمام المعصوم.
إن قلت: فكما إنهم اختلفوا في الدين وفي القرآن اختلفوا في الإمام و مسألة الإمامة أكثر وأشد من أي خلاف ونزاع وتفرقوا أي تفرقة.
قلت: الاختلاف في تعيين الإمام موجود كما ذكر، ولكن بعد تعيينه في شخص أو أشخاص يختلف حاله عن الدين والقرآن فإن الأمة بعد إجماعهم على إن الدين عند الله الاسلام وإن هذا الموجود بين الدفتين كتاب الله لم يرتفع