والبحث عن المعارف الدينية والإلهيات كان من أهم أهداف الرسالة و الولاية، ولذا من نظر في الخطب والأدعية المروية عن رسول الله (ص) في كتاب بحار الأنوار وكتاب مدينة البلاغة وغيرهما وكذلك ما روي عن أمير المؤمنين في البحار ونهج البلاغة ومستدركاتها، وما روي عن سائر الأئمة (ع) لا يشك في أنهم كانوا بصدد تعليم العلوم المربوطة بالإلهيات و المعارف الدينية في باب آيات وجوده وصفاته الذاتية والفعلية ونحوها.
(32) قوله (واحد في الإلهية والأزلية) إشارة إلى التوحيد الذاتي يعني ليس هنا إله آخر يكون قديما مثله. وقوله (وإنه فرد في المعبودية) إشارة إلى التوحيد في العبادة وإنه لا يستحق العبادة غيره.
(33) وقوله (لا ثاني له على الوجوه كلها والأسباب) لعله إشارة إلى المراحل الأربعة للتوحيد: التوحيد الذاتي، والتوحيد الصفاتي، والتوحيد الأفعالي والتوحيد في العبادة.
(34) قوله (رجل من أهل البصرة يعرف بالأشعري) يظهر من هذا التعبير، ومن اكتفائه بتسفيه عقيدته وعدم تعرضه للجواب إلا أنه مخالف لعقيدة جميع المسلمين وعدم تعرضه لآرائه إلا في موارد قليلة من كتبه، إن عظمة الأشعري في ما بين أهل السنة حدثت بعد المأة الخامسة بمقتضى ميول سلاطين الجور وأهوائهم التي لم تكن تنطبق على مذاهب المعتزلة ولا سائر المذاهب مثل ما تنطبق وتوافق المذهب الأشعري و