سورة طه يحكي عن السامري: فقبضت قبضة من أثر الرسول، وفسروا الرسول بجبرئيل. وقد رأت زوجة إبراهيم الملائكة قال في سورة هود الآية 72: وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب قالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيئ عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله الخ وقد رأى قوم لوط مع كفرهم رسل ربهم وراودوه عنهم كما يحكيه عنهم القرآن في سورة القمر الآية 38: ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم الخ وكان الكفار من قريش وأصحاب رسول الله (ص) حتى المنافقين يرون الملائكة المسومين في حرب بدر على ما روي، ويقول (تعالى) في سورة القصص الآية 7: وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه الآية وفي سورة الأعراف الآية 18: وكلم الله إبليس بعد كفره بقوله اخرج منها مذموما مدحورا وقال في سورة مريم الآية 19: في حق مريم... فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا إلى قوله قال إنما أنا رسول ربك ويحكى في سورة آل عمران الآية 42 و 45: وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك أيضا إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح.
وأما الروايات في رؤية الملائكة بصورة إنسان في الأمم السابقة وفي هذه الأمة فلا تعد ولا تحصى فقد روى رؤية بعض الصحابة جبرئيل بصورة دحية الكلبي.
إذا عرفت ما ذكرنا فنحن بين يقينين ظاهرهما متناقضان:
الأول ما ذكرنا من الآيات والروايات المتواترة المثبة للوحي أو لنزول الملك أو رؤيته على من ليس بنبي، أو من هو كافر، بحيث يلزم من إنكاره إنكار القرآن أو تأويل آيات كثيرة صريحة على خلاف ظواهرها.