المسترشد - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - الصفحة ٣٦٠
53 - قال: نشدتكم الله، أفيكم أحد، يوم أرادت قريش أن تفتك برسول الله! ونزل عليه جبرائيل: فأمره بالمسير إلى المدينة، فاضطجعت على فراش النبي، غيري؟ (1) قالوا: اللهم لا.
(١) - قال الامام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف الگنجي الشافعي المتوفى (٦٥٨) في كفاية الطالب ص ٢٣٩ ط النجف الأشرف، تحقيق الشيخ محمد هادي الأميني: ومن ذلك ما ذكر الثعلبيالمتوفى (٤٢٧) في تفسير قوله عز وجل: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) [سورة البقرة الآية: ٢٠٧] ان النبي صلى الله عليه وآله لما أراد الهجرة إلى المدينة خلف علي بن أبي طالب عليه السلامبمكة، لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده وأمر ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه صلى الله عليه وآله وقال له: إتشح ببردي الحضرمي الأخضر، ونم على فراشي فإنه لا يصل منهم إليك مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك علي عليه السلام فأوحى الله تعالى إلى جبرائيل وميكائيل إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كلاهما الحياة، فأوحى الله تعالى إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا، فكان جبرائيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا علي بن أبي طالب، يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي عليه السلام (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله).
قال ابن عباس: نزلت في علي عليه السلام حين هرب النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام على فراش النبي صلى الله عليه وآله، هذا لفظ الثعلبي في تفسيره (٧٩٩).
كما رواه الامام العلامة علي بن محمد بن أحمد المالكي المعروف بابن صباغ المتوفى (٨٥٥)، في فصول المهمة، ط النجف، ص ٤٥ - ٤٦ - ٤٧ - ٤٨. وروى العلامة الشبلنجي في نور الابصار، ص ٩٦ ط مصر. وقريب منه في المسند الإمام أحمد، ج ١، ص ٣٣١. و أورده الحاكم في المستدرك ج ٣، ص 133.