(اللهم اصرف عنى الأزل واللاواء والبلوى) الأزل بالفتح الضيق والشدة والجدب وبالكسر الكذب والداهية واللأواء واللاي كسعى الابطاء والاحتباس والشدة والبلوى اسم لما يبتلى ويختبر به من المحنة والبلية والغم من بلوته وابتليته واختبرته.
(وسوء القضاء) السوء بالضم اسم من ساءه سوءا إذا فعل به ما يكره والمراد به الآفات والبليات وغيرها مما تعلقت به القضاء ومتعلق القضاء قد يدفع بالدعاء كما مر.
(وشماتة الأعداء) وهي الفرح والسرور بذل الغير وهوانه وبليته.
(ومنظر السوء في نفسي ومالي) الظاهر أن المنظر ما نظرت إليه وان اضافته بيانية وسوء النفس شامل للعيوب النفسانية والجسمانية والعاهات البدنية وسوء المال شامل للحرام والحقوق المالية، ويحتمل أن يكون مصدرا ميميا بمعنى النظر.
(وبالقرآن بلاغا) البلاغ بالفتح الكفاية والاسم من الابلاغ والتبليغ وهما الإيصال وقد يقوم مقامهما ويفيد مفادهما (وكان يقول (عليه السلام) إذا أمسى) أي دخل وقت المساء.
(أصبحنا لله شاكرين وأمسينا لله حامدين) أصبح وأمسى هنا أما لاقتران مضمون الجملة بهذين الوقتين أو بمعنى صار لإفادة الانتقال من حال إلى حال مجردا عن ملاحظة الوقت أو تامة ولله على الأولين متعلق بما بعده وتقديمه لقصد الحصر أو الاهتمام وعلى الأخير حال كما بعده أو متعلق به والتقديم لما ذكر وإنما قدم الشكر على الحمد لأن العرفي منه أعظم من الحمد واللغوي أهم لكونه في مقابل النعمة وأعم باعتبار صدوره من كل واحد من الموارد الثلاثة (فلك الحمد كما أمسينا لك مسلمين سالمين) أشار إلى أن هاتين النعمتين يعني الكون من أهل الإسلام أو التسليم والانقياد والكون من أهل السلامة من الآفات يقتضيان الحمد له رعاية لحسن المعاملة وأداء لحق النعمة.
(وإذا أصبح قال أمسينا لله شاكرين وأصبحنا لله حامدين) إنما غير الأسلوب فقال في السابق أولا أصبحنا وقال هنا أمسينا لرعاية تقديم ما هو المقدم في الواقع في الموضعين.
* الأصل:
13 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول إذا أصبح: «بسم الله وبالله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك فوضت أمري وعليك توكلت يا رب العالمين، أللهم احفظني بحفظ الإيمان من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومن قبلي، لا إله إلا أنت لا حول ولا قوة إلا بالله نسألك العفو والعافية من كل سوء وشر في الدنيا والآخرة، أللهم