كذا وكذا، فيقولون: رحم الله هذا العبد وغفر له انطلق بهن إلى حفظه كنوز مقالة المؤمنين فإن هؤلاء كلمات الكنوز حتى تكتبهن في ديوان الكنوز.
* الشرح:
قوله: (ما من عبد يقول إذا أصبح قبل طلوع الشمس: «الله أكبر الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله رب العالمين كثيرا) روى مسلم باسناده عن ابن عمر قال: «بينا نصلى مع رسول لله (صلى الله عليه وآله) إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذا من القائل كلمة كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله. قال: عجبت لها وفتحت لها أبواب السماء، قال ابن عمر ما تركتهن منذ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك».
قيل انتصاب كبيرا باضمار فعل دل عليه ما قبله أي كبرت كبيرا أو ذكرت كبيرا، وقيل على أنه حال مؤكدة وقيل على القطع وقيل على التميز ورد عليهما بأن النصب على القطع أنى يكون فيما يصح أن يكون صفة ولا تصح الصفة هنا وبأن النصب على التمييز هنا لا يصح لأن تمييز أفعل التفضيل شرطه أن يكون مغايرا للفظه نحو أحسن عملا. وكثيرا منصوب على الصفة لمصدر محذوف أي حمدا كثيرا وفي ظاهر قوله: «ألا بتدرهن ملك» دلالة على أن الملائكة يتنافسون في رفع أعمال العباد فيفهم أن الرافع لأعمالهم غير منحصر في الحفظة. (فإن هؤلاء كلمات الكنوز) الإضافة بيانية وتسميتها بالكنز من باب إدخال الشيء في جنس وجعله أحد أنواعه على التغليب فالكنز إذا نوعان: المتعارف وهو المال الكثير الذي يجعل بعضه فوق بعض ويحفظ، وغير المتعارف وهو هذه الكلمات الجامعة بين التكبير والتسبيح والتحميد والتوحيد والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وكونها كنزا عبارة عن كون أجرها مدخرا لقائلها.
* الأصل:
15 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة. عن غير واحد من أصحابه عن أبان بن عثمان، عن عيسى بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أصبحت فقل: «اللهم إني أعوذ بك من شر ما خلقت وذرأت وبرأت في بلادك وعبادك، اللهم إني أسألك بجلالك وجمالك وحلمك وكرمك كذا وكذا».
* الشرح:
(فقل اللهم إني أعوذ بك من شر ما خلقت وذرأت وبرأت) أي خلقت فمعنى الثلاثة واحد ويمكن أن يراد بالأول ما ليس فيه روح فإنه قد يصدر منه الضر والشر وبالثاني الجن والإنس وبالثالث سائر الحيوانات (في بلادك وعبادك) متعلق بقوله أعوذ بك وتعلقه بالافعال المذكورة