بسبب حفظك أو حفظه الإيمان وأهله إذ لو لا الإمام لبطل الإيمان والإسلام (والأئمة من بعده) العطف على الولاة للتفسير والتأكيد.
(ولا اشترى به ثمنا قليلا) أي لا استبدل ذلك بالثمن القليل، يعني متاع الدنيا كما استبدلوه به وفرقوا الامة وأضلوهم بذلك، وفيه استعارة تبعية وترشيح.
(اللهم أهدني فيمن هديت) من أوليائك عديت الهداية ب «في» لتضمينه معنى الدخول وكون «في» بمعني إلى أو مع بعيد والمراد بالهداية الخاصة كما في قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وهي كشف السرائر على الضمائر وإيصالها إلى حقائق الأشياء كما هي وإيصال المستعدين إلى المقامات العالية والدرجات الرفيعة وتلك مرتبة لا ينالها إلا أولياء الله تعالى (تباركت) أي تقدست وتنزهت عن الأشياء والأضداد والأمثال أو ثبت على مالك من صفات الكمال وسمات الجلال من برك البعير إذا ناخ في موضع فلزم وثبت عليه (وتعاليت) عن صفات المخلوقين وافك المفترين، والمتعالي من جل عنهما وهو متفاعل من العلو، وقد يكون بمعنى العالي وهو الذي ليس فوقه شيء من الرتبة والشرف والحكم.
(سبحانك رب البيت) في إضافته إلى البيت تعظيم له حيث إن البيت أعظم ما ابتلى به خلقه وأذل به رقاب الكبراء فضلا عن الضعفاء.
(تقبل منى دعائي) الدعاء وغيره من العبادات وإن كان في غاية الكمال في ذاته لكنه بالنسبة إلى قدس الحق ناقص محتاج إلى التضرع في قبوله ولذلك قال خليل الرحمن مع كون عمله في غاية الكمال (ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم).
(ما أحسن ما ابتليتني) المشهور أن الابلاء يكون في الخير والشر والأنعام والإحسان من غير فرق بين فعلهما تقول بليت الرجل وأبليته بالإحسان ومنه قوله تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) وقال القتيبي: يقال من الخير أبليته أبليه ابلاء ومن الشر بلوته أبلوه بلاء، والمراد بالابلاء هنا هو الأبلاء بالخير «وما» الثانية أما مصدرية أو موصولة أو موصوفة والعائد إليها محذوف وفي هذا التعجب مع تفخيم ما دلالة على تعظيم الابلاء وقس عليه نظائره.
(فلك الحمد يا الهي) لتلك النعماء الجليلة والآلاء الجزيلة.
حمدا (كثيرا طيبا) طاهرا من النقص والرياء مباركا عليه، الظاهر أن ضمير المجرور راجع إلى الحمد وأن المعنى أديم له الشرف والبركة والتنزه عن النقص ومنه قولك «وبارك على محمد وآل محمد» أي أدم له ما أعطيته من الشرف والكرامة.
(ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شاء ربي كما يحب ويرضى) ورضي. الملء بالكسر