باب النميمة * الأصل:
1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا انبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء المعايب».
* الشرح:
قوله: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا انبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء المعايب) البراء ككرام جمع البريء، والبغي الطلب، والنم نقل الحديث لقصد الإفساد يقال: نم الرجل الحديث نما من بابي قتل وضرب سعى به، ليوقع فتنة أو وحشة فالرجل نم تسمية بالمصدر، ونمام مبالغة، والاسم النميمة، والنميم أيضا وهي قول الغير المنقول إلى المقول فيه كما يقول: فلان تكلم فيك بكذا وكذا، وينقله بالقول أم بالكتابة أم بالإشارة والرمز، وكثيرا ما يكون نقل ذلك القول نقصا أو عيبا في المحكي عنه موجبا لكراهته له وإعراضه عنه فهو راجع إلى الغيبة أيضا فالنمام كثيرا ما يجمع بين المعصيتين معصية الغيبة والنميمة، ومفاسدها أكثر من أن تحصى، ويجب على المنقول إليه أن لا يصدق الناقل لأنه فاسق وان ينهاه لأن نهيه من النصيحة وأن يبغضه لأنه مبغض عند الله، ويجب بغض من يبغضه الله سبحانه وأن لا يظن بالمنقول عنه شرا، ولا يحمله ذلك على التجسس عليه لأنه حرام بنص القرآن ولا يحكى ما نقل إليه لأنه يصير مثله نماما إلا أن يتضمن مصلحة شرعية كإخبار الإمام عمن يريد أن يوقع فسادا وكاخبار الرجل عمن يريد أن يفتك به أو بأهله أو بماله، وقد يجب ذلك بحسب المواطن.
* الأصل:
2 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يوسف بن عقيل عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «محرمة الجنة على القتاتين المشائين بالنميمة».
* الشرح:
قوله: (محرمة الجنة على القتاتين المشائين بالنميمة) القتات: النمام يقال: قت الحديث يقته إذا زوره وهيأه، وقيل: النمام الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم، والقتات الذي يتسمع