باب التسبيح والتهليل والتكبير * الأصل:
1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وأبي أيوب الخزاز، جميعا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء الفقراء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله إن الأغنياء لهم ما يعتقون وليس لنا، ولهم ما يحجون وليس لنا، ولهم ما يتصدقون وليس لنا، ولهم ما يجاهدون وليس لنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كبر الله عز وجل مائة مرة كان أفضل من عتق مائة رقبة ومن سبح الله مائة مرة كان أفضل من سياق مائة بدنة ومن حمد الله مائة مرة كان أفضل من حملان مائة فرس في سبيل الله بسرجها ولجمها وركبها ومن قال: لا إله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس عملا ذلك اليوم، إلا من زاد، قال: فبلغ ذلك الأغنياء فصنعوه، قال: فعاد الفقراء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله قد بلغ الأغنياء ما قلت فصنعوه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
* الشرح:
قوله: (ومن حمد الله مائة مرة كان أفضل من حملان مائة فرس في سبيل الله - إلى آخره) الحملان بالضم مصدر وفعله من باب ضرب والسروج جمع سرج كالفلوس جمع فلس واللجم والركب بضمتين فيهما جمع اللجام بالكسر والراكب وفي قوله (إلا من زاد) تنبيه على أن ما زاد على هذا العدد يكون له الأجر بحساب ذلك وأنه ليس من العبادات التي نهى الشرع عن الزيادة في عددها وقوله (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) ظاهر في تفضيل الغنى على الفقر لأنه لما استووا في عمل الذكر واختص الأغنياء من العبادة المالية بما عجز الفقراء عنه قال: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
فالإشارة بذلك إلى الفضل الذي اختصوا به، وإنما قلنا ظاهر في ذلك لإمكان أن يجعل سبق الفقراء بالذكر المذكور وتقدمهم على الأغنياء فضيلة اختصوا بها دون الأغنياء ويجعل ذلك إشارة إليها فيفيد تفضيل الفقر على الغنى لكنه عدول عن الظاهر ولا يمكن ترجيح هذا بقوله «كان أفضل الناس عملا في ذلك اليوم إلا من زاد» بناء على حمل الناس على العموم وحمل الزيادة على الزيادة في الذكر فمن اتصف بالزيادة المالية داخل في المفضل عليه وغير خارج بالاستثناء لأنا نمنع عموم الناس لأنه يستلزم تفضيل الشيء على نفسه بل المراد به من لم يماثله في الذكر