باب الاعتراف بالذنوب والندم عليها * الأصل:
1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي الأحمسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به، قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): «كفى بالندم توبة».
* الشرح:
قوله: (والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به) أي ما ينجو منه قطعا أو استحقاقا إلا من أقر به وأما غيره ففي مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفى عنه فلا ينافي الحصر.
(قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): كفى بالندم توبة) ندم على ما فعل ندما وندامة فهو نادم إذا حزن أو فعل شيئا ثم كرهه، واعلم أن الله تعالى خلق القلب قابلا للخاطرات الحسنة والخاطرات القبيحة والأولى من الملك والثانية من الشيطان ثم الثانية إذا أثرت في القلب حصل شوق إلى الذنب وهو يوجب العزم عليه والعزم يوجب تحرك القدرة والقوة إليه وتحرك القدرة يوجب تحرك الأعضاء والجوارح إليه فيصدر منها الذنب وإذا أخذت بيده العناية الأزلية وأثرت فيه الخاطرات الحسنة وحصل له علم بأن الذنوب سموم مهلكة حصل له شوق إلى قرب المبدأ والرجوع إليه وزال عنه الشوق إلى الذنب فيحصل له ندامة عما كان فيه وهو المسمى بالتوبة فإذا زال الشوق إلى الذنب وحصل له الندامة زال العزم عليه ومتى زال العزم زال تحرك القوة فيزول تحرك الأعضاء; لأن المسببات تزول بزوال أسبابها كما يشعر به قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذا الباب: «إن الندم على الذنب يدعوا إلى تركه» فمعنى قوله (عليه السلام): «كفى بالندم توبة» أنه إذا حصل الندم حصل التوبة والرجوع إلى الله تعالى بالاقلاع عن الذنوب والخروج منه لأنه أصل له وسبب مؤد إليه ولم يرد أن مجرد التوبة من دون كف النفس عن الذنوب كاف في الرجوع إليه إذ ليس مجرد ذلك توبة وندامة بل هو شبيه بالإستهزاء، نعم الندامة المفضية إلى ترك الذنوب توبة وإن لم يستغفر منه.
* الأصل:
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
«لا والله ما أراد الله تعالى من الناس إلا خصلتين: أن يقروا له بالنعم فيزيدهم وبالذنوب فيغفرها لهم».
* الشرح: