باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب * الأصل:
1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن الفضيل ابن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوشك دعوة وأسرع إجابة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب.
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن محبوب، عن عبد الله ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه.
3 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تبارك وتعالى: (ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله) قال: هو المؤمن يدعوا لأخيه بظهر الغيب فيقول له الملك: آمين، ويقول الله العزيز الجبار: ولك مثلا ما سألت وقد اعطيت ما سألت بحبك إياه.
* الشرح:
قوله: (هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر بالغيب فيقول له الملك: آمين.) أي في حال الغيب وخص الدعاء بظهر الغيب لأنه أبعد من الرياء وأقرب إلى الإخلاص والأخ شامل للواحد والجماعة من المؤمنين أحياء كانوا أم أمواتا، والظاهر من الملك هو الموكل لكتب أعماله وحفظه عن الشياطين كما دل عليه الخبر الآتي، وقيل المراد به ملائكة السماء، وقيل إذا قال الموكل به ذلك قاله من فوقه حتى ينتهي إلى ملائكة السماء، قيل المراد به الملائكة المستغفرون لمن في الأرض كما جعل الله ملائكة تصلي على من يصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) وملائكة تدعو لمن ينتظر الصلاة كذلك جعل ملائكة تؤمن على دعاء المؤمنين، وما منهم إلا وله مقام معلوم.
وقوله «ولك مثلاه» الظاهر أنه خبر ويحتمل الدعاء ولا ينافي ذلك ما يجيء من أنه نودي من العرش ولك مائة ألف ضعف; لأن الضعف بمقتضى دعائه والزائد تفضل منه تعالى لمن يشاء أو لأن الضعف أقل المراتب ومائه ألف ضعف أكثرها وبينهما مراتب متفاوتة بحسب تفاوت مراتب الداعي والمدعو له، ويحتمل أن يكون علة الضعف أن الدعاء للغير يتضمن عملين صالحين:
أحدهما الدعاء والضراعة إلى الله تعالى والثاني دعاؤه لأخية ومحبته له وطلب الخير له ولذلك كان هذا الدعاء مستجابا يؤجر عليه مرتين، ثم بعض السلف إذا كان أراد أن يدعو لنفسه بشيء دعا لأخيه المسلم بتلك الدعوة طمعا لحصول المطلوب مع زيادة لما رأى أنها مستجابة، ويدل عليه