(والحمد لله مداد كلماته - إلى آخره) من طرق العامة (سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) قال عياض: مداد مصدر بمعنى المدد والمدد ما يكثر به الشيء قالوا: واستعماله هنا مجاز لأن كلماته تعالى لا تنحصر بعدد، والمراد المبالغة في الكثرة لأنه ذكر أولا ما يحصره العدد الكثير من عدد الخلق ثم ارتى إلى ما هو أعظم وعبر عنه بهذا اللفظ الذي لا يحصيه عدد، وزنة عرشه التي لا يعلمنها إلا هو، وقيل: مداد كلماته مثلها في العدد وقيل: مثلها في أنا لا تنفد. وقيل: مثلها في الكثرة والأظهر أن ذلك كناية عن الكثرة لا أنها مثلها في العدد ولا في الكثرة لأن كلماته تعالى غير متناهية فلا يلحق بها المتناهي في العدد والكثرة. وقال القرطبي: معنى قوله «ورضا نفسه» رضاه عمن رضى عنه من النبيين والصديقين والصالحين. (اللهم أعوذ بك من درك الشقاء) هذا أيضا في طرق العامة قال في النهاية: الدرك اللحاق والوصول إلى الشيء أدركته ادراكا ودركا، وقال صاحب كتاب اكمال الإكمال الدرك بفتح الراء اسم الادراك كالثخن من الاثخان وضبطه بعضهم بسكونها على أنه مصدر قال: درك الشقاء في الدنيا التعب وفي الآخرة سوء الخاتمة. وقال الشيخ في المفتاح: الدرك بالتحريك يطلق على المكان وطمعاته ويقال النار دركات والجنة درجات ويطلق أيضا على أقصى قعر الشيء، (ومن شماتة الأعداء) استعاذ منها برفع ما يفضى إليها.
(وأعوذ بك من الفقر والوقر) المراد بالفقر الفقر الذي لا يكون معه صبر ولا ورع حتى وقع فيما لا يليق بأهل الدين والمروة، أو المراد به فقر القلب الذي يفضى إلى فقر الآخرة والوقر بالفتح والسكون ثقل السمع كذا في النهاية وفي القاموس الوقر ثقل في الاذان أو ذهاب السمع كله وقد وقر كوعد ووجل، ومصدره وقرا بالفتح والقياس بالتحريك.
* الأصل:
14 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد يقول إذا أصبح قبل طلوع الشمس: «الله أكبر الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله رب العالمين كثيرا، لا شريك له وصلى الله على محمد وآله» إلا ابتدرهن ملك وجعلهن في جوف جناحه وصعد بهن إلى السماء الدنيا فتقول الملائكة: ما معك؟ فيقول: معي كلمات قالهن رجل من المؤمنين وهي كذا وكذا، فيقولون: رحم الله من قال هؤلاء الكلمات وغفر له، قال: وكلما مر بسماء قال لأهلها مثل ذلك، فيقولون: رحم الله من قال هؤلاء الكلمات وغفر له حتى ينتهي بهن إلى حملة العرش، فيقول لهم: إن معي كلمات تكلم بهن رجل من المؤمنين وهي