باب ما يجب من ذكر الله عز وجل في كل مجلس * الأصل:
1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن ربعي ابن عبد الله بن الجارود الهذلي، عن الفضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار، فيقومون على غير ذكر الله عز وجل إلا كان حسرة عليهم يوم القيامة.
* الشرح:
قوله: (ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار - إلى آخره) المجلس يصدق حتى من الواحد والحكم المذكور مشترك بينه وبين الجماعة ويندرج في الذكر ذكر الحلال والحرام والقرآن والسنة وآثار الصالحين وأخبار الأئمة الطاهرين وتنزيههم عن النقائص، واعلم أن ذكر الله تعالى هو المقصود من خلق الإنسان ومن وضع جميع التكاليف فإن المقصود من الصلاة ذكر الحق وتعظيمه، ومن الصوم كسر الشهوات وتصفية القلب عن آثارها ليصلح استقرار الذكر فيه إذ القلب المملو بالشهوات لا يتأثر بالذكر ولا يبلغ مقام القرب، ومن الحج ذكره وذكر أحوال القيامة وقس على ذلك.
وللذكر درجات الأولى: أن يكون باللسان مع غفلة القلب عنه وهذا أضعفها وإن كان لا يخلوا من فائدة.
والثانية: أن يكون بالقلب مع عدم استقراره فيه ولا يتوجه إلا بالتكلف والاجتهاد، والثالثة: أن يكون بالقلب ويستقر فيه بحيث لا يتوجه القلب إلى غيره إلا بالتكلف، والرابعة: أن يكون بالقلب مع استقراره فيه واستيلائه عليه بحيث لا يشغل عنه أصلا وهذا مرتبة المحبة، والذاكر في هذه المرتبة قد يبلغ مقام الفناء في الله بحيث يغفل عن نفسه وعن غيرها حتى عن الذكر فلا يجد في قلبه إلا المذكور.
* الأصل:
2 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا الله عز وجل ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة، ثم قال: [قال] أبو جعفر (عليه السلام): إن ذكرنا من ذكر الله وذكر عدونا من ذكر الشيطان.
3 - وبإسناده قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل إذا أراد أن