باب نادر أيضا * الأصل:
1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال هو: (ويعفو عن كثير) قلت: ليس هذا أردت أرأيت ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته (عليهم السلام) من ذلك؟ فقال: «إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب».
* الشرح:
قوله: (قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قوله: عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال هو - أي أبو عبد الله (عليه السلام) - «ويعفو عن كثير» قلت: ليس هذا أردت أرأيت ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته (عليهم السلام) من ذلك؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة) التوبة وهي الرجوع مما يوجب الغفلة عن الحق إليه، كما تكون من الكفر والمعصية كذلك تكون من الغفلة عن ذكر الحق ولو لحظة إليه فإنها أصل من اصول المعاصي ولو فرض عدم الغفلة أصلا ودوام اشتغال القلب بالذكر والتفكر فلا ريب في أن مقامات الذكر متفاوتة لأجل الاشتغال بالامور الضرورية الدنيوية مثل المشارب والمآكل والمناكح وغيرها فالكون في الدرجة التحتانية نقص بالنسبة إلى الكون في الدرجة الفوقانية، ولا ريب في أن التوبة منه أيضا مطلوبة ولعل توبته (صلى الله عليه وآله) كانت من هذا القبيل.
إذا عرفت هذا فنقول: لما اقتصر السائل بذكر بعض الآية وذكر (عليه السلام) باقيها أشار السائل بقوله «وليس هذا أردت» اعتذارا لعدم ذكر باقيها إلى أن مراده من السؤال غير متعلق بالباقي وإنما هو متعلق بما ذكره وهو أنه أصاب عليا (عليه السلام) وأهل بيته الطاهرين مصيبات عظيمة وهي ليست بما كسبت أيديهم لأنهم معصومون من الذنوب. أو نقول لما دلت الآية على أن كل معصية بسبب كسب الذنوب ولزم منه أنه متى تحقق الكسب تحققت المصيبة لامتناع تخلف المعلول عن علته وحمل (عليه السلام) أصل السؤال على هذا اللازم وأشار بقوله (ويعفوا عن كثير) إلى أن كسب الذنوب ليس علة مستقلة للمصيبة وإنما وهو موجب لإستحقاقها واستحقاقها لا يوجب حصولها بل الله تعالى يغفر أكثر الذنوب بلا مصيبة، قال السائل ما أردت هذا بل أردت أن مصيبة على وعترته الطاهرين هل هي بسبب ذنوبهم كما يقتضيه منطوق الآية فأجاب (عليه السلام) بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب