باب الثناء قبل الدعاء * الأصل:
1 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن الحارث ابن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عز وجل والمدح له والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم يسأل الله حوائجه.
* الشرح:
قوله: (إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه - إلى آخره) أي بعدوا أنفسكم حين أراد أحدكم أن يسأل ربه من أن يسأله حتى يبدأ بالثناء على الله فالمحذر منه محذوف لدلالة سياق الكلام عليه و «إذا» ظرف للتحذير.
* الأصل:
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد ابن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن في كتاب أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن المدحة قبل المسألة فإذا دعوت الله عز وجل فمجده، قلت: كيف امجده؟ قال: تقول: «يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا فعالا لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى يا من هو ليس كمثله شيء».
* الشرح:
قوله: (إن المدحة قبل المسألة) المدحة بالكسر ما يمدح به مما يليق بذاته وصفاته الذاتية والفعلية والمسئلة والسؤال بمعنى.
قوله: (تقول: يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد) تمثيل لغاية قربه. وفي النهاية الوريد هو العرق الذي في صفحة العنق ينتفخ عند الغضب وهما وريدان.
(يا فعالا لما يريد) المبالغة لقوة الفاعل وكمال قدرته وكثرة الفعل واشتماله على كمال الصنع والحكمة وسرعة ترتبه على الإرادة ونصب المنادى لكونه شبه مضاف.
(يا من يحول بين المرء وقلبه) فيوفقه لعدم الميل إلى الشهوات البدنية ومقتضيات القوى الجسمانية وذلك لطف منه تعالى لمن يشاء من عباده وإليه يشير قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها