عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن علي بن الحسين صلوات الله عليهما كان إذا أصبح قال: «أبتدىء يومي هذا بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله وما شاء الله» فإذا فعل ذلك العبد أجزأه مما نسي في يومه.
* الشرح:
قوله: (أبتدىء يومي هذا بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله وما شاء الله) بدأ به كمنع ابتداء وبدأ الشيء وأبداه وأبتداه فعله ابتداء والعجلة والعجل محركتين السرعة يعني ابتدىء وأقدم بين يدي نسياني عن الخيرات وسرعتي فيها هاتين الكلمتين الشريفتين وفي الأولى توسل بالذات الواجب وجوده لذاته المستجمع لجميع كمالاته وصفاته، وفي الثانية تفويض للأمر إليه واذعان بأنه لا يقع في ملكه شيء إلا أن مشيئته في فعل العباد غير حتمية وتعلقها بالطاعة بالذات وبالمعصية بالعرض لأنه أراد انطباق علمه بالمعلوم وهي تستلزم إرادة المعلوم بالعرض فمشيئته المتعلقة بالطاعة بالذات من وجه وبالعرض من وجه آخر. ومشيئة المتعلقة بالمعصية بالعرض فقط ومنه يظهر سر ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وقد أشار إليه أهل العصمة عليهم السلام وأوضحناه في الشرح التوحيد.
(فإذا فعل ذلك أجزأه مما نسي في يومه) وكفاه وقام مقام المنسى وفي النهاية أجزأني الشيء أي كفاني فضمير المفعول راجع إلى العبد وضمير الفاعل المستتر إلى فعل ذلك.
* الأصل:
6 - عنه، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عمر ابن شهاب وسليم الفراء، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال هذا حين يمسي حف بجناح من أجنحة جبرئيل (عليه السلام) حتى يصبح: «أستودع الله العلي الأعلى الجليل العظيم نفسي ومن يعنيني أمره، أستودع الله نفسي المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كل شيء» - ثلاث مرات -.
* الشرح:
قوله: (أستودع الله العلي الأعلى) العلي المنزه عن صفات المخلوقين والأعلى الغالب كقوله تعالى: (لا تخف أنك أنت الأعلى) (الجليل العظيم) الجلال هو العظمة وهو منصرف إلى جلال القدرة والعظيم هو ذو العظمة وهو منصرف إلى عظم الشأن وجلالة القدر.
(نفسي ومن يعنيني أمره) يعنيني بالنونين بينهما ياء مثناة تحتانية ومعناه يقصدني، ويهمني ويشغلني من عناه فلان إذا قصده وأهمه وشغله.