شيء.
* الشرح:
قوله (رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس) قطع الطمع خير كثير متضمن لغيره من الخيرات كلها لأن الاتصاف به يوجب الانقطاع عن الخلق والاتصال بالحق، وهو في نفسه خير، وكل خير غيره إما موقوف عليه أو لازم له غير منفك عنه.
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء، واليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر.
* الشرح:
قوله (طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء) إما أنه سبب لسلب العز فلأنه يجلب الذل والاحتقار كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «أزرى بنفسه من استشعر الطمع» أي احتقر بنفسه من جعل الطمع شعارا له، وإما أنه آلة لذهاب الحياء فلأنه فتح باب لوم وهتك حجاب الحياء المانع من ارتكاب ما يلام به (واليأس مما في أيدي الناس) أي تفريغ القلب عنه وقطع الطمع والرجاء منه (عز للمؤمن في دينه) وسبب لرفعته وعلو منزلته عند الله وعند المؤمنين والملائكة المقربين.
(والطمع هو الفقر الحاضر) لأن الله تعالى يكله إلى نفسه ويحيله إلى غيره وهو فقر حاضر، ومن العجب أن الطامع يطلب اليسر بالعسر ويغفل أن الشيء ليس بمحصل لضده.
5 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت فداك اكتب لي إلى إسماعيل بن داود الكاتب لعلي أصيب منه، قال: أنا أضن بك أن تطلب مثل هذا وشبهه ولكن عول على مالي.
* الشرح:
قوله (أنا أضن بك أن تطلب مثل هذا) ضن بالشيء يضن ضنا من باب علم: بخل، ومن باب ضرب لغة (ولكن عول على مالي) عولت به وعليه: استعنت، أي: استعن بمالي.
6 - عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن معاوية بن عمار، عن نجم بن حطيم الغنوي. عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه أوما سمعت قول حاتم:
إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر * الشرح:
قوله (أو ما سمعت قول حاتم) لم يذكره للاستشهاد بل للشهرة والدلالة على أن ذلك مما يذعن