في الخارج، ويترتب على كل من الترتب والاتحاد مالا يترتب على الاخر.
فمن جهة الترتب الطبعي والمغايرة التحليلية يعد الكلام وما بمنزلته آلة وسببا للانشاء والعقد، ومن جهة الاتحاد الخارجي يحملان عليه، وقسموا الكلام إلى الاخبار والانشاء وعرفوا العقد بالايجاب والقبول المنطبقين على الكلام وما بمنزلته ومن آثار الترتب والتعدد صحة ادخال اللام على التأديب والجبن ونحوهما وتركيبهما مع الضرب والعقود على وجه التعليل، فتقول: ضربت للتأديب وقعدت عن الحرب للجبن.
ومن آثار الاتحاد صحة انتصابهما على التمييز الرافع للابهام الناشئ من ناحية النسبة، فتقول: ضربت تأديبا، وقعدت عن الحرب جبنا، فيميزان ويبينان الضرب والقعود من حيث وجهه ونوعه.
وقد خفى هذا المعنى على أهل العربية فزعموا أن الانتصاب في هذا النحو من التركيب على وجه التعليل ووقوع المنصوب مفعولا له، ولم يتنبهوا ان الانتصاب لو كان على وجه التعليل وناظرا إليه لاطرد في كل علة ولم يختص بالمصدر المتحد مع الفعل وقتا وفاعلا، وقد تنبه الزجاج ان الانتصاب من جهة الاتحاد، حيث ادرج ما سموه مفعولا له في المفعول المطلق بحذف مصدر مضاف إليه، ولكن لم يتنبه ان ما سموه مفعولا مطلقا يرجع إلى التمييز أيضا وليس عنوانا اخر، وقد أوضحنا الكلام فيه في أساس النحو وشرحه وبينا هناك ان المفعول منحصر فيما سموه مفعولا به.
ثم إن العقد قد يستعمل مصدرا دالا على الحدث والنسبة إلى الفاعل أي جعل الشئ ذا عقدة المعبر عنه في الفارسية (بگره بستن) وقد يستعمل اسم مصدر دالا على الحدث الصرف وهو العقدة المعبر عنها في الفارسية (بگره) واتحاده مع الكلام باعتبار الأول أقوى منه باعتبار الثاني، فإنه باعتبار الأول دائر مدار الكلام حدوثا وبقاءا ولا انفكاك عنه بوجه، واما باعتبار الثاني فلا يدور مداره بقاءا لانفكاكه عنه في مرحلة البقاء لبقائه بعد انقضاء الكلام كما هو ظاهر.