تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٩٩
العالم والقنطريون وعلى دواء شريف له نفع وفضل وهو جبلي له ساق مربع وأصل إلى السواد والحمرة وأوراق كالشيح والرازيانج حلو حاد طيب الرائحة له أقماع كالحاشا وسهلي أعرض أوراقا من الأول وأطول وأكثر زغبا كأنها ألسنة الحيوان وله زهر أصفر يخلف ثمرا إلى استدارة داخله بزر كالبنج الأحمر يدرك بشمس الأسد وهو حار يابس في الثالثة قابض فيه شدة وقوة يحبس الدم وينقى الصدر والمواد الفاسدة ويذهب الطحال واليرقان وعسر النفس وإن غسل به البدن شد استرخاءه وجفف رطوباته الفاسدة وأزال الأورام والجبلي ينضج اللحم والآخر يجمعه وكل منهما يلحم الجراح ويزيل الحكة والجرب طلاء والباسور شربا ويحلل الرياح ويمشى الأطفال طلاء وشربا وهو يضر الكلى وتصلحه الكثيرا وشربته إلى ثلاثة وبدله القنطريون [سميقلس] كذا ذكره القدماء وقالوا إنه شجر يشبه الطرفا له زهر أبيض وثمره كالحمص إلى الحمرة حار يابس لم يعلم له نفع وإنما النوم تحته يجلب الموت فجأة وذكروه للاحتراز، وحكى لي شخص أنه رأى بالهند شجرا طوالا عراض الأوراق إذا مكث أحد تحته ورم بدنه ورما شديدا وحصل له سبات كبير ولم يعرف اسمه ولعله هذا [سماني] أكثر المتقدمين على أنه السلوى، وقيل السلوى أقصر رجلين وأطول جناحين وعلى كل حال فهما كالعصافير لكنهما أكبر يسيرا والسمانى طير خريفي يكثر حيث يكثر الزيتون ويدرك على الأرض كثيرا ويجبن من الصوت وهو حار في الثانية معتدل أو يابس في الأولى يغذى جيدا ويخصب ويهيج شاهية النساء ودمه يقلع الآثار طلاء والبياض كحلا ولحمه إذا أكل أذهب قساوة القلب بالخاصية وكذا قلبه ويفتت الحصى ويدر البول وروثه يجلو الكلف والنمش وهو بطئ الهضم مصدع وتصلحه الابازير وإذا شق ووضع على النهوش جذب السم إليه وبيضه إذا لحسته الأطفال تكلمت قبل وقتها وأورث الفصاحة وريشه إذا بخر به أذهب الحميات [سمك] يطلق على كل ما تولد في البحر أولا ثم على ما لا يعيش في غير الماء وهو أعرف من الأول وينقسم بالاطلاقين إلى أنواع كثيرة: منها ماله اسم مخصوص لا يعرف إلا به كالتمساح والقرش وهذه تأتى في أماكنها وأما الآن فمتى أطلق السمك فالمراد منه أنواع مخصوصة ويختلف كبرا وماء وزمنا وغذاء ونحوها وأجوده الأبيض المنقط بالصفار وفوق ظهره بقع خضر وأن يكون مغلسا صغيرا في ماء عذب دائم الجريان يغتذى بالنبات الطيب الرائحة والطعم لا نحو دفلى وبنج المأكول من يومه الذي لم يربط حال خروجه من الماء ولم يمنع من الاضطراب ولم يذبح وما خالف هذه الشروط فردئ بحسب فحش الخلاف وقلته وألطف أنواعه الشبوط المعروف في مصر بالبوري ثم البني ثم الاليرك المعروف في مصر بالقشر ثم القشوة وأجوده الأملس الجري المعروف في مصر بالقرموط ثم المار ما هي المعروف في مصر بالانكليس والحيات والسمك النهري بارد في الثانية والبحري في الأولى رطب في أول الثانية أو لم يبلغها يسمن ويعدل الاخلاط الحارة وينفع من الاستسقاء وقصبة الرئة والسل والقرحة والسعال اليابس وضعف الكلى، والمارماهي والجري من المفاصل وأوجاع الظهر والركب واختلاف الدم والزحير وكله يهيج الباه في المحرور وبالشراب والبصل يولد دما كثيرا ومرارة الشبوط تقلع البياض وبيضه الذي فيه المعروف في مصر بالبطارخ يزيل خشونة الصدر والسعال والزحير والمغص الحار وإن ملح قطع البلغم وأزال اليرقان والمقدد الشهير بالفسيخ ردئ يولد السدد والقولنج والحصى والبلغم الجصي وربما أوقع في الحميات الربعية والسل ويهزل والمملوح إن كان قريب العهد فليغسل ويقلى فإنه حينئذ شهى يقطع البلغم ويعدل المبرودين وربما فتح السدد وإن بعد عهده بأن جاوز خمسة عشر يوما من صيده ولد الاستسقاء
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340