الخلافة والإمامة - من الكتاب والسنة والإجماع - منطبقا عليه، خرج معاوية عليه وفارق الجماعة، فانطباق الباغي عليه، والبغي على عمله لا يحتاج إلى بيان.
وقد نص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على بغيه، ونقتصر على ما رووا عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل، وهو لا يسل سيفا، وشهد صفين، قال:
أنا لا أضل أبدا بقتل عمار، فانظر من يقتله، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
تقتلك الفئة الباغية.
قال: فلما قتل عمار، قال خزيمة: قد حانت له الضلالة، ثم اقترب [في المصدر أقرب]، وكان الذي قتل عمارا أبو غادية المزني طعنه بالرمح، فسقط، فقاتل حتى قتل، وكان يومئذ يقاتل وهو ابن أربع وتسعين. فلما وقع كب عليه رجل آخر، فاجتز رأسه، فأقبلا يختصمان كل منهما يقول: أنا قتلته، فقال عمرو بن العاص:
والله إن يختصمان إلا في النار، فقال عمرو: هو والله ذاك والله إنك لتعلمه، ولوددت إني مت قبل هذا بعشرين سنة (1).