حيث يجعل رسالته، وكنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، والآن أنت أحب خلق الله إلي، وحول رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقدا لمحبتهم (1).
ولما مات (عليه السلام) أخرجوا جنازته، فحمل مروان بن الحكم سريره، فقال له الحسين (عليه السلام): تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعه الغيظ، قال مروان: نعم كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال (2).
ولقد ساد الخلائق في الفضائل، من العلم والحلم والمعرفة والعبادة والفصاحة والسماحة والجود والشجاعة والعفو والرحمة، فهو السيد على الإطلاق كما سماه جده (3) وأمضاه الله سبحانه وقال: {ما آتاكم الرسول فخذوه} (4).
ولا بد من التأمل في سبب انتهاء أمر الأمة إلى نقض بيعة هذا السيد ابن السيد، والدخول إلى بيعة ذلك الطليق بن الطليق، وهل كان مبدأ هذا المنتهى إلا تمهيدا للحكومة في الشورى لبني أمية وأبناء الطلقاء؟!