ونحوه أو بامتصاص المزروعات فيها من مياه الأرض لقرب منابع العيون وتوفر الماء.
(المسألة 74):
تختص مزارع الأرز في بلاد العراق وما أشبهها بأن المزرعة تكون قريبة من الأنهار الكبيرة التي تزيد في مواسم الزيادة ويختلط ماؤها برواسب الطين مثل دجلة والفرات وروافدهما وفروعهما، وتكون أرض المزرعة منخفضة في العادة عن مستوى الماء في النهر أو أن الزارع نفسه يعد الأرض كذلك، ويفتح لها ساقية من النهر حتى يمتلئ قاع المزرعة بالماء المختلط بالطين، فإذا رسب الطين في أرض المزرعة وصفا فوقه الماء فتح له منافذ على مجاري قد أعدها لينحدر إليها الماء الصافي الفاضل عن الحاجة وتكون الزراعة في الطين الراسب في قاع المزرعة والماء المختلط بالطين فوقه، وهذه أمور يعرفها الزارع من أهل هذا الصنف، ويدأبون في العمل عليها.
وتعمير مثل هذه المزرعة أن يعدها الزارع بعمله فيها لتكون صالحة لما يريد ومهيأة للانتفاع بها حين الزراعة وبذلك يكون قد أحياها وملكها.
(المسألة 75):
إذا أراد الانسان أن يعمر الأرض الميتة ليجعلها ضيعة له أو بستانا لزمه أن يعد الأرض لذلك ويمهدها ويهيئ، وسائل السقي على النحو الذي ذكرناه في المسألة الثانية والسبعين، وأن يغرسها بعد الاعداد والتمهيد نخيلا أو شجرا أو كليهما، ولا يتوقف صدق تعمير الضيعة أو البستان في نظر أهل العرف على أن يسور الأرض بجدار وشبهه، ولا على سقي الغرس إذا كان له من رطوبة الأرض أو