كلمة التقوى - الشيخ محمد أمين زين الدين - ج ٢ - الصفحة ٢٠٠
وكذلك إذا دفع المالك زكاته إلى مستحق ثم ظهر للمالك أن المدفوع إليه ممن تجب عليه نفقته لا تحل له زكاته، فتجري فيه الفروض والأحكام المتقدمة كلها.
[المسألة 147:] إذا دفع المالك زكاة ماله إلى الفقيه العادل، لأنه الولي العام للفقراء ولمال الزكاة، برئت ذمة المالك من الزكاة الواجبة عليه، وكذلك إذا دفعها إلى الوكيل الذي استنابه الفقيه العادل في ذلك، واعتمد عليه في تصرفاته، فتبرأ ذمة المكلف من الزكاة الواجبة عليه بالدفع إليهما.
فإذا دفع الحاكم الشرعي أو وكيله المذكور مال الزكاة إلى رجل ولم يقصر في التعرف على حال الرجل وفي الفحص عن أمره من الفقر أو الغنى مثلا أو غير ذلك من الشروط والصفات المعتبرة في المستحق، ثم ظهر بعد ذلك أن الرجل لا يستحق الزكاة، فلا ضمان على الحاكم الشرعي ولا على وكيله، وإذا قصر في التعرف والفحص كان ضامنا للمال المدفوع وكان ضمانه في ماله الخاص لا في مال الزكاة أو بيت المال، ولا ضمان على مالك المال كما تقدم.
[المسألة 148:] إذا اعتقد المكلف أن للرجل الفقير صفة خاصة يتميز بها على الفقراء الآخرين، كالعدالة أو المعرفة أو الاجتهاد أو القرابة منه أو غير ذلك من الأوصاف المميزة، ودفع إليه زكاة ماله بانيا على ذلك، ثم ظهر له بعد دفع المال إليه أن الرجل لا يتصف بتلك الصفة التي اعتقدها فيه، فإن كان قد قيد دفع الزكاة إليه بأن تكون تلك الصفة موجودة فيه كان دفعه إليه باطلا ولم يكن إيتاءا للزكاة، ولم يجزه ما دفعه عن الواجب الذي كلف به، وجاز له أن يسترجعه منه إذا كانت عين المال موجودة بيد القابض، وأن يأخذ منه عوضه إذا كانت العين تالفة، ولا ضمان على القابض إذا كان الدافع قد غره فأوهمه بوجود الصفة وانطباقها عليه كما سبق في نظيره فلا يأخذ منه عوض المال إذا تلف بيده بعد قبضه.
ويجوز للمالك في هذه الصور كلها أن يجدد نية إيتاء الزكاة في ما دفعه إلى الرجل، فإن المفروض أن الرجل فقير يستحق دفع الزكاة إليه وإن لم يتصف بالصفة التي توهمها فيه، فإذا جدد النية أجزأت عنه وبرئت ذمته من الواجب
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: الغنى (1)، الزكاة (9)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1) كتاب الصوم 5
2 الأول - النية 8
3 الثاني - المفطرات 17
4 الثالث - الكفارات 46
5 الرابع - شرائط صحة الصوم وشرائط وجوبه 61
6 الخامس - طرق ثبوت الهلال 72
7 السادس - احكام قضاء شهر رمضان 77
8 السابع - صوم الكفارة 88
9 الثامن - اقسام الصوم 95
10 خاتمة الكتاب الصوم 103
11 (2) كتاب الاعتكاف 109
12 الأول - الاعتكاف وشرائطه 112
13 الثاني - احكام الاعتكاف 135
14 (3) كتاب الزكاة 145
15 الأول - الشرائط العامة لوجوب الزكاة 148
16 الثاني - زكاة الأنعام الثلاثة 157
17 الثالث - زكاة النقدين 172
18 الرابع - زكاة الغلات الأربع 177
19 الخامس - ما تستحب فيه الزكاة 189
20 السادس - في مصارف الزكاة ومستحقيها 194
21 السابع - أوصاف من يستحق الزكاة 210
22 الثامن - جملة من احكام الزكاة 217
23 التاسع - زكاة الفطرة 227
24 العاشر - جنس زكاة الفطرة ومقدارها 234
25 الحادي عشر - وقت وجوب الفطرة ومصرفها 237
26 (4) كتاب الخمس 241
27 الأول - ما يجب فيه الخمس 243
28 الثاني - مستحق ومصرفه 288
29 الثالث - الأنفال 296
30 (5) كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 301
31 الأول - الامر بالمعروف الواجب، والنهي عن المنكر المحرم 304
32 الثاني - الامر بالمعروف المندوب، والنهي عن المكروه 321
33 الثالث - مجاهدة النفس 330