فضل زيارة الرسول (صلى الله عليه وآله) أيها الحاج الكريم، لا شك منك على علم بأن من تمام الحج زيارة قبر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في المدينة المنورة، والتبرك بلثم تلك الأعتاب الطاهرة، والحضور في تلك المشاهد الشريفة، فإن زيارة النبي مستحبة عينا، وعلى الأخص تستحب على الحاج، وتركها جفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولقد ورد في الحديث الشريف عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة.
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): أتموا برسول الله حجكم إذا خرجت من بيت الله، فإن تركه جفاء، وبذلك أمرتم، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله حقها وزيارتها، واطلبوا الرزق عندها.
وقال الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدل حجة مع رسول الله.
وقال (عليه السلام) أيضا: إذا حج أحدكم فليختم بزيارتنا، لأن ذلك من تمام الحج.
أيها الحاج الكريم، اعتقد أنك قد سررت بهذه الأحاديث الشريفة التي ذكرتها لك عن النبي وعترته الطاهرين (عليهم السلام) في فضل زيارتهم، واعتقد أنك قد اكتفيت بها، ولا يسمح المجال لي أن أذكر لك الشئ الكثير من هذه الأحاديث الشريفة، ففي ذلك كفاية لك وللمؤمنين كافة، جعلنا الله وإياك ممن يوفق للزيارة وتناله الشفاعة.
وللمدينة المنورة حرم معين، كما لمكة المكرمة حرم معين، عرفته فيما سبق.
أما حد حرم المدينة فهو من " عاثر " إلى " وعير "، وكل منهما جبل