قال في كنز العرفان: (وهم صاغرون)، من الصغار وهو الذلة، والواو للحال أي يعطونها حال ذلتهم. وقيل: هو - أي الصغار - أن يدفع ويقهر بحيث تظهر ذلته، وقيل: إن يجئ ماشيا ويسلمها وهو قائم والأخذ جالس، ويقال له: أد الجزية وأنت صاغر، ويصفع على قفاه صفعة) (1).
أقول: صفعه أي ضرب قفاه أو بدنه بكفه مبسوطة.
وعن الشافعي: هو - يعني الصغار - تطأطؤ الرأس عند التسليم، فيأخذ المستوفي بلحيته ويضرب في لهازمه (2).
أقول: اللهازم: جمع اللهزمة وهو عظم ناتئ في اللحى تحت الأذن.
وفي (الدر المنثور): (أخرج ابن أبي حاتم عن المغيرة أنه بعث إلى رستم، فقال له رستم: إلى م (إلى ما) تدعو؟ فقال له: أدعوك إلى الإسلام، فإن أسلمت، فلك مالنا وعليك ما علينا، قال: فإن أبيت؟ قال: فتعطي الجزية عن يد وأنت صاغر، فقال لترجمانه: قال له أما اعطاء الجزية، فقد عرفتها، فما قولك: وأنت صاغر؟ قال: تعطيها وأنت قائم وأنا جالس، والسوط على رأسك) (3).
وقال ابن مفتاح - من علماء الزيدية - في شرح الأزهار: (ومن المشروع تصغير الذمي عند أخذ الجزية، فيجلس آخذها متربعا كتربع الملك ويقوم الذي بين يديه، ولا ينظر إليه الأخذ بكل عينيه، قابضا لها بيساره، يضعها على الأرض ثم يقول له انصرف جاعلا ليمينه على حلقه عند أخذ الجزية، والذمي مطأطئ على هيأة الراكع فإذا صبها دفعه بيده اليسرى في خلفه) (4).
وفي تفسير الكشاف في ذيل الآية الشريفة: (تؤخذ منهم على الصغار والذل، وهو أن يأتي بها بنفسه ماشيا غير راكب ويسلمها وهو قائم والمتسلم جالس، وأن