على الباطل والظلم والفسق فلا يعترضها في مسيرها اللعب والهوى، فتسلم التربية الصالحة المصلحة من مزاحمة التربية الفاسدة المفسدة حتى لا ينجر إلى أن تجذب هذه إلى جانب وتلك إلى جانب، فيتشوش أمر النظام الانساني إلا أن لا يرتضى واحد أو جماعة التربية الإسلامية لنفسه أو لأنفسهم فيكونون أحرارا فيما يرتضونه لأنفسهم من تربية دينهم الخاصة على شرط أن يكونوا على شئ من دين التوحيد، وهو اليهودية أو النصرانية أو المجوسية، وأن لا يتظاهروا بالمزاحمة، وهذا غاية العدل والنصفة من دين الحق الظاهر على غيره).
وقال قدس سره: (وأما الجزية فهي عطية مالية مأخوذة منهم مصروفة في حفظ ذمتهم وحسن إدارتهم ولا غنى عن مثلها لحكومة قائمة على ساقها حقة أو باطلة) (1).
وقال الدكتور وهبة الزحيلي: (إن الجزية ليست نوعا من ألوان العقاب على الكفر أو عدم الايمان بالإسلام كما يزعم المستشرقون كما أنها ليست مفروضة لاذلال غير المسلمين وإنما هي مظهر للطاعة، ومظهر للعدالة الاجتماعية بين المواطنين) (2).
هذه جملة من كلمات أعلام الفريقين في المقام، والمتحصل منها وجوه تالية:
1 - شرعت الجزية عقوبة من الله تعالى على أهل الذمة لعنادهم الحق وكفرهم بما جاء به النبي الخاتم صلى الله عليه وآله.
2 - وضعت لاهانتهم واذلالهم، حتى ينتقلوا بذلك من الكفر إلى الإسلام.
3 - وجبت حقنا لدمائهم ومنعا من استرقاقهم ووقاية لأموالهم.
4 - وضعت هذه الضريبة عليهم لإقامتهم بدار الإسلام.
5 - تؤخذ الجزية من أهلها لتصرف في حفظ ذمتهم وحسن ادارتهم والقيام