لبن وزبداً وصفحة من تمر، فأكل النبي وأكلنا معه، ثم وضأت رسول اللَّه فقام واستقبل القبلة فدعا اللَّه ما شاء، ثم أكب على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر، فهبنا رسول اللَّه أن نسأله، فوثب الحسين فقال: يا أبتي رأيتك تصنع ما لم أرك تصنع مثله؟ فقال: يا بني إني سررت بكم اليوم سروراً لم أسرّ بكم مثله، وان حبيبي جبرئيل أتاني فأخبرني أنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، فدعوت اللَّه لكم وأحزنني ذلك. فقال الحسين: يا رسول اللَّه فمن يزورنا على تشتتنا ويتعاهد قبورنا؟ قال: طائفة من أمّتي يريدون برّي وصلتي، فإذا كان يوم القيامة شهدتها بالموقف وأخذت بأعضادها فأنجيتها واللَّه من أهواله وشدائده» «١».
روى ابن قولويه بإسناده عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: لما حملت فاطمة بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، فقال: انّ فاطمة ستلد ولداً تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبداللَّه عليه السّلام: هل رأيتم في الدنيا أمّاً تلد غلاماً فتكرهه ولكنها كرهته لأنها علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية: «٢»«وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً» «3».
ج: في بيت أم سلمة:
روى ابن عساكر بإسناده عن أم سلمة قالت: «كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بيتي فنزل جبرئيل، فقال: يا محمّد ان