وروى المجلسي بإسناده عن الثمالي قال: «قال علي بن الحسين عليه السّلام كنت مع أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها، فقال لأصحابه: هذا الليل فاتخذوه جنة فان القوم انما يريدونني، ولو قتلوني لم يلتفتوا اليكم وأنتم في حل وسعة، فقالوا: واللَّه لا يكون هذا أبداً، فقال: انكم تقتلون غداً كلكم ولا يفلت منكم رجل، قالوا: الحمد للَّه الذي شرّفنا بالقتل معك.
ثم دعا فقال لهم: ارفعوا رؤوسكم وانظروا، فجعلوا ينظرون الى مواضعهم ومنازلهم من الجنة، وهو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان، فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه ليصل الى منزله من الجنة» «1».
وروى البحراني عن الصادق عليه السّلام «أن الحسين قام في أصحابه خطيباً فقال: اللهم اني لا أعرف أهل بيت أبر ولا ازكى ولا أطهر من أهل بيتي ولا أصحاباً هم خير من أصحابي وقد نزل بي ما ترون وأنتم في حل من بيعتي ليست لي في أعناقكم بيعة ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملًا وتفرقوا في سواده فان القوم انما يطلبوني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري.
فقام اليه عبداللَّه بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، فقال: يا ابن رسول اللَّه ماذا يقول الناس ان نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيدنا وابن سيد الأعمام وابن سيدنا سيد الأنبياء، لم نضرب معه بسيف ولم نقاتل معه برمح، لا واللَّه أو نرد موردك، ونجعل أنفسنا دون نفسك ودماءنا دون دمك، فإذا نحن فعلنا ذلك قضينا ما علينا وخرجنا مما لزمنا. وقام اليه رجل يقال له زهير بن القين البجلي فقال: يا ابن