امتك تقتل ابنك هذا من بعدك وأومأ بيده الى الحسين، فبكى رسول اللَّه وضمّه الى صدره، ثم قال: يا أم سلمة وديعة عندك هذه التربه، قالت: فشمّها رسول اللَّه وقال ريح كرب وبلاء. قالت: وقال رسول اللَّه: يا أم سلمة إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل. قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر اليها كل يوم وتقول ان يوماً تحوّلين دماً ليوم عظيم» «1».
وروى بإسناده عن داود، قال: قالت أم سلمة: «دخل الحسين على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ففزع رسول اللَّه، فقالت أم سلمة: ما لك يا رسول اللَّه؟
قال: انّ جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل وأنه اشتد غضب اللَّه على من يقتله» «2».
وروى بإسناده عن عبداللَّه بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، قال: «قالت أم سلمة: كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نائماً في بيتي فجاء الحسين، قالت:
فقصد الباب فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه، قالت: ثم غفلت في شي ء فدبّ فدخل فقعد على بطنه، قالت: فسمعت نحيب رسول اللَّه فجئت فقلت: يا رسول اللَّه واللَّه ما علمت به، فقال: انما جاءني جبرئيل وهو على بطني قاعد فقال لي: أتحبّه؟ فقلت: نعم، قال: ان أمتك ستقتله، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟
قال: فقلت: بلى، قال: فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة، قالت: فإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري من يقتلك بعدي «3».
وروى الحاكم عن أم سلمة «أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم