مبادرات، والشمر جالسٌ على صدرك مولع سيفه على نحرك، قابضٌ على شيبتك بيده ذابح لك بمهنّده، قد سكنت حواسك وخفيت أنفاسك، ورفع على القنا رأسُك، وسبي أهلك كالعبيد وصفدوا في الحديد فوق اقتاب المطيات يلفح وجوههم حر الهاجرات، يساقون في البراري والفلوات، أيديهم مغلولة إلى الأعناق، يطاف بهم في الأسواق» «1».
روى ابن قولويه باسناده عن أبي عبد اللَّه قال: «إذا أردت زيارة الحسين عليه السّلام فزره وأنت كئيب حزين مكروب شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً. فان الحسين قتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً، وسله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطناً» «2».
وروى باسناده عن قدامة بن زائدة عن أبيه، قال: «قال علي بن الحسين عليه السّلام بلغني- يا زائدة- أنك تزور قبر أبي عبد اللَّه الحسين عليه السّلام أحياناً فقلت: ان ذلك لكما بلغك، فقال لي: فلماذا تفعل ذلك، ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحداً على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا و الواجب على هذه الأمة من حقنا؟ فقلت: واللَّه ما أريد بذلك الّا اللَّه ورسوله، ولا أحفل بسخط من سخط، ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه، فقال: واللَّه ان ذلك لكذلك، فقلت: واللَّه ان ذلك لكذلك، يقولها ثلاثاً وأقولها ثلاثاً.
فقال: أبشر ثم ابشر ثم أبشر، فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون، فانه لما أصابنا بالطف ما أصابنا وقتل أبي عليه السّلام وقتل من كان معه من ولده واخوته وسائر أهله، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة