قال الصدوق: «سار الحسين عليه السّلام حتى نزل القطقطانة فنظر إلى فسطاط مضروب، فقال: لمن هذا الفسطاط؟ فقيل: لعبيد اللَّه بن الحر الجعفي فأرسل إليه الحسين سلام اللَّه عليه. فقال: أيها الرجل انك مذنب خاطى ء ان اللَّه عزّوجل آخذك بما أنت صانع ان لم تتب الى اللَّه تبارك وتعالى في ساعتك هذه فتنصرني ويكون جدي شفيعك بين يدي اللَّه تبارك وتعالى، فقال: يا ابن رسول اللَّه واللَّه لو نصرتك لكنت أول مقتول بين يديك، ولكن هذا فرسي خذه اليك فواللَّه ما ركبته قط وأنا أروم شيئاً الّا بلغته ولا أرادني احدٌ الّا نجوت عليه فدونك فخذه، فأعرض عنه الحسين عليه السّلام بوجهه، ثم قال: لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك «وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً» «1» ولكن فر، فلا لنا ولا علينا فانه من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا كبّه اللَّه على وجهه في نار جهنم» «2».
19- نينوى، والغاضرية، والشفّية، والعقر «3»: قال الطبري: «واخذ الحر ابن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية، فقالوا: دعنا ننزل في هذه القرية يعنون نينوى، أو هذه القرية يعنون الغاضرية، أو هذه الأخرى يعنون شفية، فقال: لا واللَّه ما أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث علي عيناً، فقال له زهير بن القين: يا ابن رسول اللَّه ان قتال هؤلاء اهون من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لنا به، فقال له الحسين: ما كنت لأبدأهم بالقتال. فقال له زهير بن القين: سربنا إلى هذه القرية حتى تنزلها فانها