حصينة وهي على شاطى ء الفرات فان منعونا قاتلناهم، فقتالهم أهون علينا من قتال من يجي ء من بعدهم، فقال له الحسين: وأية قرية هي؟ قال: هي العقر، فقال الحسين: اللهم اني أعوذ بك من العقر» «1».
قال الخوارزمي: «وقال للحسين رجل من شيعته يقال له هلال بن نافع الجملي: يا ابن رسول اللَّه أنت تعلم أن جدك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يقدر أن يشرب الناس محبته ولا أن يرجعوا الى ما كان أحب. فكان منهم منافقون يعدونه بالنصر ويضمرون له الغدر، يلقونه بأحلى من العسل ويخلفونه بأمر من الحنظل حتى قبضه اللَّه تبارك وتعالى اليه. وان اباك علياً صلوات اللَّه عليه قد كان في مثل ذلك، فقوم قد أجمعوا على نصرته وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين، وقوم قعدوا عنه وخذلوه حتى مضى إلى رحمة اللَّه ورضوانه وروحه وريحانه، وأنت اليوم يا ابن رسول اللَّه على مثل تلك الحالة، فمن نكث عهده وخلع بيعته فلن يضر الّا نفسه، واللَّه تبارك وتعالى مغن عنه، فسربنا يا ابن رسول اللَّه راشداً معافىً مشرقاً ان شئت أو مغرباً، فواللَّه الذي لا اله الّا هو ما أشفقنا من قدر اللَّه ولا كرهنا لقاء ربنا، وانا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك.
وقال للحسين آخر من أصحابه يقال له برير بن خضير الهمداني: يا ابن رسول اللَّه، لقد من اللَّه تعالى علينا بك أن نقاتل بين يديك وتقطع فيك اعضاؤنا، ثم يكون جدّك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم شفيعاً يوم القيامة لنا، فلا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم، أف لهم غداً ما يلاقون سينادون بالويل والثبور في نار