النهار، ثم ان رجلًا قال: اللَّه أكبر، فقال الحسين: اللَّه أكبر ما كبرت قال: رأيت النخل، فقال له الأسديان: ان هذا المكان ما رأينا به نخلة قط، قالا: فقال لنا الحسين فما تريانه رأى؟ قلنا: نراه رأى هوادي الخيل، فقال: وأنا واللَّه أرى ذلك، فقال الحسين: أما لنا ملجأ نلجأ اليه، نجعله في ظهورنا، ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقلنا له: بلى، هذا ذو حُسُم إلى جنبك، تميل إليه عن يسارك، فان سبقت القوم اليه فهو كما تريد، قالا: فأخذ إليه ذات اليسار، قالا: وملنا معه فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل، فتبينّاها وعدنا فلما رأونا وقد عدلنا عن الطريق عدلوا الينا كأن أسنتهم اليعاسيب، وكأن راياتهم أجنحة الطير، قال:
فاستبقنا إلى ذي حُسم فسبقناهم إليه» «1».
13- ذو حسم: قال الطبري: «فنزل الحسين، فأمر بأبنيته فضربت، وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي اليربوعي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حرّ الظهيرة والحسين وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم.
فقال الحسين لفتيانه: اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفاً، فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفاً، فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم واقبلوا يملأون القصاع والأتوار «2» والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس، فإذا عب فيه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها.
قال هشام: حدثني لقيط، عن علي بن الطعان المحاربي: كنت مع الحرّ بن يزيد، فجئت في آخر من جاء من اصحابه، فلما رأى الحسين ما بي وبفرسي من العطش قال: انخ الراوية- والراوية عندي السقاء- ثم قال: يا ابن أخ، أنخ الجمل