الحرام ما هو يوم صوم، وما هو الّا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين، ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب اللَّه عليهم وعلى ذرياتهم، وذلك يوم بكت جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام. فمن صامه أو تبرك به حشره اللَّه مع آل زياد ممسوخ القلب، مسخوطاً عليه، ومن أدخر الى منزله ذخيرة أعقبه اللَّه تعالى نفاقاً في قلبه الى يوم يلقاه، وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده، وشاركه الشيطان في جميع ذلك» «1».
قال المفيد: «قال علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام: ... فسمعت أبي يقول لأصحابه: أثني على اللَّه أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء، اللهم اني أحمدك على أن كرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
أما بعد، فاني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم اللَّه عني خيراً. ألا واني لا أظن يوماً لنا من هؤلاء. ألا واني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملًا. فقال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد اللَّه بن جعفر: لم نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا اللَّه ذلك أبداً، بدأهم بهذا القول العباس بن علي واتبعه الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين عليه السّلام: يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم، قالوا: سبحان اللَّه فما يقول الناس؟ يقولون انا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم