البيعة علانية بحضرة الجماعة، فإذا دعوت الناس غداً الى البيعة دعوتنا معهم فيكون الأمر واحداً، فقال الوليد: أبا عبد اللَّه واللَّه لقد قلت فأحسنت القول وأجبت جواب مثلك، وهكذا كان ظني بك، فانصرف راشداً، وتأتينا غداً مع الناس.
فقال مروان: أيها الأمير، إن فارقك الساعة ولم يبايع فانك لم تقدر منه على مثلها ابداً حتى تكثر القتلى بينك وبينه، فاحبسه عندك ولا تدعه يخرج أو يبايع وإلّا فاضرب عنقه، فالتفت إليه الحسين وقال: ويلي عليك يا ابن الزرقاء، أتأمر بضرب عنقي؟ كذبت واللَّه ولؤمت. واللَّه لو رام ذلك أحد لسقيت الأرض من دمه قبل ذلك، فان شئت ذلك فرُم أنت ضرب عنقي ان كنت صادقاً.
ثم أقبل الحسين على الوليد فقال: أيها الأمير، انا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الرحمة، بنا فتح اللَّه وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب خمر، قاتل نفس، معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة.
قال: وسمع من بالباب صوت الحسين وقد علا فهمّوا أن يقتحموا عليهم بالسيوف. ولكن خرج اليهم الحسين فأمرهم بالانصراف إلى منازلهم، وذهب إلى منزله، فقال مروان للوليد: عصيتني أيها الأمير حتى أفلت الحسين من يديك، أما واللَّه لا تقدر منه على مثلها أبداً، وواللَّه ليخرجن عليك وعلى أمير المؤمنين فاعلم ذلك.
فقال الوليد لمروان: ويحك انك قد أشرت علي بقتل الحسين، وفي قتله ذهاب ديني ودنياي، واللَّه اني لا أحب أن أملك الدنيا بأسرها شرقها وغربها واني قتلت الحسين بن فاطمة، واللَّه ما أظن أحداً يلقى اللَّه يوم القيامة بدمه الّا وهو