ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول اللَّه، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك، فان لنا به خلطة ورحماً، وإيّاك أن تناله بسوء أو يرى منك مكروهاً» «1».
قال أبو مخنف: «إن والي الشام أوصى إلى ابنه يزيد وكان غائباً فكتب له كتاباً: يا بني قد وطأت لك البلاد وذللت لك الرقاب الشداد ولست أخشى عليك إلّا من الحسين بن علي فانه لا يبايعك، ودفع الكتاب الى الضحاك بن قيس وأمره أن يوصله إلى يزيد فبايعه أهل جميع البلاد الّا أهل الكوفة وأهل المدينة» «2».
قال الخوارزمي: «توفي معاوية بدمشق يوم الأحد لأيام خلت من شهر رجب سنة ستين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، فكان ملكه تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر، وليس يزيد عنده وكان في حوران موضع من الشام ليتصيد، فلما بلغ خبر موت معاوية إلى يزيد، وثب باكياً وأمر بإسراج دوابه وسار يريد دمشق، فصار اليها بعد ثلاثة أيام من مدفن معاوية، وخرج الناس إلى استقباله فلم يبق أحد يطيق حمل السلاح الّا ركب وخرج، حتى إذا قرب من دمشق جعل الناس يتلقونه ويبكون ويبكي معهم ... ثم نزل يزيد في قبّة خضراء لأبيه ... فدخل الناس عليه يهنّونه بالخلافة ويعزونه ... وفتح بيوت الأموال فأخرج لأهل الشام أموالًا جزيلة وفرّقها عليهم وكتب إلى جميع البلاد بأخذ البيعة له، فكان على المدينة يومئذ مروان ابن الحكم فعزله وولى مكانه ابن عمه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكتب اليه:
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
من عبد اللَّه يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أمّا بعد فان معاوية كان