وقال: «كان رضي اللَّه عنه يقسم ما في بيت المال، ثم يكنسه ويصلّي فيه رجاء أن تشهد له عند اللَّه يوم القيامة».
وقال: «وكان يدعو اليتامى فيطعمهم العسل وما حضر حتى قال بعضهم:
لوددت انّني كنت يتيماً».
وقال: «كان إذا ورد عليه المال يقول: ايّها الناس، هلمّوا إلى مالكم فخذوه فانّما أنا لكم خازن، ثمّ يقسمه على الاحمر والأسود حتّى لا يبقى شي ء، ولقد بلغني انّه كان يقسم بين المسلمين الابزار يصرّها لهم صرراً» «1».
وروى المتّقي باسناده عن مجمع «أنّ علياً كان يكنس بيت المال، ثم يصلي فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة، انه لم يحبس فيه المال عن المسلمين» «2».
وروى باسناده عن أبي بكر عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «كفّي وكفّ علي في العدل سواء» «3».
قال ابن حجر: «وسبب مفارقة أخيه عقيل له انه كان يعطيه كل يوم من الشّعير ما يكفي عياله، فاشتهى عليه أولاده مريساً فصار يوفر كلّ يوم شيئاً قليلًا حتّى اجتمع عنده ما اشترى به سمناً وتمراً وصنع لهم فدعوا عليّاً إليه فلما جاء وقدم له ذلك سأل عنه فقصّوا عليه ذلك فقال: أو كان يكفيكم ذاك بعد الّذي عزلتم منه؟
قالوا: نعم، فنقص مما كان يعطيه مقدار ما كان يعزل كلّ يوم وقال: لا يحلّ لي أزيد من ذلك، فغضب، فحمى له حديدة وقرّبها من خدّه وهو غافل فتأوّه فقال: تجزع من هذه وتعرضني لنار جهّنم؟ فقال: لأذهبّن إلى من يعطيني تبراً ويطعمني تمراً،