فيها مرق بحبوب، قال: فقلت: تطعموني هذا وأنتم امراء فقالت أم كلثوم: يا أبا صالح، كيف لو رأيت أميرالمؤمنين يعني عليّاً أتي باترج فذهب حسن فأخذ منه أترجة، فنزعها من يده ثمّ أمر به فقسم بين الناس» «1».
وروى البلاذري بأسناده عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف عن رجل من خثعم قال: رأيت الحسن والحسين يأكلان خبزاً وخلًا وبقلًا، فقلت: أتأكلان هذا؟ وفي الرحبة ما فيها؟ فقالا: ما اغفلك عن أميرالمؤمنين» «2».
وروى بأسناده عن الحرث قال: «كنت عند عليّ فأتته امرأتان فقالتا: يا أميرالمؤمنين، اننا فقيرتان مسكينتان، فقال: قد وجب حقكما علينا وعلى كل ذي سعة من المسلمين ان كنتما صادقتين، ثمّ أمر رجلًا فقال: انطلق بهما إلى سوقنا فاشتر لكلّ واحدة منهما كرّاً من طعام وثلاثة أثواب- فذكر رداءصلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أو خماراً وازاراً- وأعط كلّ واحدة منهما من عطائي مائة درهم. فلما ولّتا سفرت احداهما وقالت: يا أميرالمؤمنين فضّلني بما فضلّك اللَّه به وشرّفك، قال: وبماذا فضّلني اللَّه وشرفّني؟ قالت: برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال:
صدقت وما أنت؟ قالت: أنا امرأة من العرب وهذه من الموالي، قال الحرث:
فتناول أميرالمؤمنين عليه السلام شيئاً من الأرض ثم قال: قد قرأت ما بين اللوحين فما رأيت لولد اسماعيل على ولد اسحاق عليه السّلام فضلًا ولا جناح بعوضة» «3».
قال ابن أبي الحديد: «واعلم انّ هذه مسألة فقهيّة، ورأي عليّ عليه السلام