فكان علي رضي اللَّه عنه يقول لأهل العراق عند تضجّره منهم: وددت انّه قد انبعث اشقاكم فخضب هذه- يعني لحيته- من هذه- ووضع يده على مقدم رأسه- فكان عبد الرحمن بن ملجم المرادي من طائفة الخوارج أشقى الآخرين وكان فاتكاً ملعوناً، وكان علي رضي اللَّه عنه في الشّهر الذي قتل فيه- وهو شهر رمضان من سنة أربعين- يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبداللَّه بن جعفر رضي اللَّه عنهم، لا يزيد على ثلاث لقم ويقول: احبّ أن القى اللَّه تعالى وأنا خميص، فلما كانت الليّلة التي قتل في صبيحتها أكثر الخروج والنّظر إلى السماء وجعل يقول:
واللَّه ما كذبت ولا كذبت وانها الليلة التي وعدت، فلمّا كان وقت السّحر وأذن المؤذّن بالصلاة خرج ... فلمّا دخل المسجد اقبل ينادي: الصّلاة، الصّلاة، فشدّ عليه ابن ملجم، فضربه الضربة الموعود بها، وتوفّي رضي اللَّه عنه ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان ودفن من ليلته. ثم دعى الحسن رضي اللَّه عنه بابن ملجم من السجن فقتله» «1».
وروى الشنقيطي بأسناده عن عمّار بن ياسر «عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم انه قال لعليّ رضي اللَّه عنه: أشقى النّاس الّذي عقر النّاقة والّذي يضربك على هذا، ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه يعني لحيته» «2».
وروى ابن عساكر بأسناده عن علي، قال: «ألم يأن لأشقاها ليخضبّن هذه من هذه، يعني لحيته من رأسه» «3».
وروى البلاذري بأسناده: «انّ النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: أشقى