هرمت، يستعينون بالضعفة، ويستنصرون بالنساء، كأم طحال أحب أهلها اليها البغي، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت، ولو قلت لبحت، اني ساكت ما تركت، ثم التفت إلى الأنصار فقال: قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم، وأحق من لزم عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنتم فقد جائكم فآويتم ونصرتم، ألا أني لست باسطا يداً ولا لساناً على من لم يستحق ذلك منا، ثم نزل، فانصرفت فاطمة عليها السّلام الى منزلها.
قلت: قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن زيد البصري وقلت له: بمن يعرّض؟ فقال: بل يصرح، قلت: لو صرح لم أسالك.
فضحك وقال: بعلي بن أبي طالب قلت: هذا الكلام كله لعلي يقوله! قال: نعم، انّه الملك يا بني، قلت: فما مقالة الأنصار؟ قال: هتفوا بذكر على فخاف من اضطراب الأمر عليهم، فنهاهم، فسألته عن غريبه، فقال: أما الرعة بالتخفيف، أي الاستماع والاصغاء، والقالة: القول، وثعالة: إسم الثعلب، علم غير مصروف، مثل ذؤالة للذئب، وشهيده ذنبه، أي لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه وجزء منه، وأصله مثل قالوا: ان الثعلب أراد أن يغري الأسد بالذئب فقال: انه قد أكل الشاة التي كنت قد أعددتها لنفسك، وكنت حاضرا قال: فمن يشهد لك بذلك؟
فرفع ذنبه وعليه دم، وكان الأسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته، وقتل الذئب، ومرب: ملازم أرب بالمكان وكروها جذعة أعيدوها إلى الحال الأولى، يعني الفتنة والهرج، وأم طحال: امرأة بغي في الجاهلية، ويضرب بها المثل فيقال: أزنى من أم طحال» «1».